"Danger and Risk: Why Occupational Health and Safety Costs the World Trillions if Ignored"

Asmaa Salah

Mon, 01 Dec 2025

الخطر والمخاطرة: لماذا تُكلِّف الصحة والسلامة المهنية العالم تريليونات إذا لم نهتمّ بها؟

مقدمة

يعمل ملايين الأشخاص يوميًا في مصانع، ومواقع إنشاء، ومكاتب إدارية، ومختبرات… وكل خطوة في هذه البيئات تحمل احتمالًا حقيقيًا لوقوع خطر.
الصحة والسلامة المهنية ليست إجراءات شكلية ولا أوراقًا تُعلّق على الجدران؛ بل هي الأساس الذي يحمي العمال من إصابات قد تكلّف الإنسان حياته، وتكبّد الشركات خسائر ضخمة تُضعف الاقتصاد العالمي بأكمله.

في هذه المقالة، نتناول بعمق أهمية الصحة والسلامة في بيئة العمل، ونسلط الضوء على أرقام صادمة، ونستعرض استراتيجيات فعالة، ونوضّح كيف يمكن أن يكون الاستثمار في السلامة استثمارًا في الإنسان قبل أي شيء آخر.

1. لماذا تُعدّ الصحة والسلامة المهنية في غاية الأهمية؟

أولًا، حماية العامل هي الركيزة الأساسية لأي مؤسسة ناجحة. فغياب نظام سلامة فعّال يعني ارتفاع احتمالات الإصابات، والأمراض المهنية، وفي بعض الأحيان الوفاة.

ثانيًا، الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الحوادث ضخمة للغاية.
وفقًا لتقرير منظمة العمل الدولية (ILO)، تتسبب الحوادث والأمراض المهنية في خسائر تقدّر بحوالي 1.25 تريليون دولار سنويًا؛ أي ما يعادل 4% من الناتج المحلي العالمي.

كما أن وجود برنامج سلامة مهني متكامل لا يحمي العاملين فحسب، بل يعزز الإنتاجية، لأن الفرد الذي يعمل في بيئة آمنة يعمل بثقة وتركيز أعلى.

2. أرقام صادمة عن المخاطر المهنية

تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 6300 شخص يفقدون حياتهم يوميًا نتيجة حوادث عمل أو أمراض مهنية.
وفي أحد القطاعات الصناعية وفقًا لبحث محلي، كانت:

• 31.2% من المخاطر بسبب الإجهاد.
• 25.7% بسبب ضعف الصيانة.
• 35.4% نتيجة ضعف الرقابة الإدارية.

أما في جانب فعالية البرامج الوقائية، فقد أظهرت إحدى التجارب المسجلة في موسوعة ILO أن تطبيق برنامج سلامة قوي أدى إلى خفض الإصابات من 75.67 إصابة لكل 1000 عامل إلى 26.54 إصابة فقط خلال عدة سنوات.

3. العوامل التي تزيد من المخاطر في بيئات العمل

ضعف التدريب والثقافة المؤسسية

نقص التدريب، أو غياب ثقافة السلامة داخل الشركة، يؤديان إلى ارتفاع المخاطر بشكل كبير.
بحسب دراسات منشورة في قواعد بيانات EKB

ظروف العمل المادية

الحرارة المرتفعة، وضعف التهوية، والإضاءة غير الكافية، والضوضاء… كلها عوامل قد تسبب أمراضًا مهنية وإصابات.
بحسب أبحاث منشورة على EKB

غياب معدات الحماية الشخصية

أو استخدامها بطريقة خاطئة، ما يزيد احتمال الإصابات والإعاقات الدائمة.

4. فوائد تطبيق برنامج سلامة مهني فعّال

• خفض ملموس في الإصابات والحوادث: المؤسسات التي تطبق أنظمة سلامة متقدمة تقلّ فيها الحوادث بشكل واضح.
• توفير اقتصادي كبير: تكلفة الوقاية أقل بكثير من تكلفة العلاج والتعويضات والخسائر التشغيلية.
• تحسين السمعة المؤسسية: الشركات التي تهتم بسلامة موظفيها تجذب الكفاءات وتُظهر مصداقية عالية.
• الامتثال للقوانين والمعايير: الالتزام بمعايير السلامة يحمي المؤسسة من الغرامات ويُكسبها فرصًا أكبر للمشروعات.

5. التحديات والاتجاهات الحديثة في مجال الصحة والسلامة

أحد أكبر التحديات هو ضعف أنظمة الإبلاغ عن الحوادث في بعض الدول، مما يعيق تحليل المشكلات بشكل جذري.
بحسب تقارير صحفية ومصادر رسمية

كذلك دخلت التكنولوجيا الحديثة بقوة في المجال؛ إذ بدأت بعض القطاعات في استخدام التحليل التنبّؤي (Predictive Analytics) المعتمد على الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالمخاطر قبل وقوعها.
وفقًا لأبحاث منشورة على arXiv

ومع التغير المناخي، ازدادت بعض المخاطر مثل الحرارة المفرطة في مواقع العمل، وهي من أكثر العوامل تأثيرًا على صحة العاملين.
(بحسب تقارير اليوم السابع)

6. كيف تبدأ المؤسسة أو الموظف في تحسين السلامة المهنية؟

1. تقييم شامل للمخاطر داخل بيئة العمل.
2. تدريب مستمر ومنتظم للعمال على إجراءات السلامة.
3. الاستثمار في معدات الحماية الشخصية المناسبة لكل وظيفة.
4. وضع خطة طوارئ واضحة تشمل الإخلاء والإسعافات الأولية وآليات التواصل السريع.
5. المتابعة الدورية وتطوير النظام باستخدام أدوات تكنولوجية مثل أجهزة الاستشعار وأنظمة الإنذار والتحليل البياني.

خاتمة

الصحة والسلامة المهنية ليست خيارًا ترفيهيًا، بل حجر أساس لأي مؤسسة ناجحة. فالاهتمام بسلامة العاملين هو حماية للإنسان، والاقتصاد، واستدامة بيئة العمل.
من خلال بناء ثقافة سلامة متكاملة، يمكن للمؤسسات أن تقلل الحوادث، وترفع الإنتاجية، وتبني بيئة عمل راقية وآمنة للجميع.

فالسلامة ليست رفاهية… السلامة حقّ لكل عامل.

"كتابة وإعداد: قسم المحتوى والتسويق"